كنت فتاة مجتهدة ولكن..

لبنى محمد

اسمي لبنى محمد، وأنا نازحة من الموصل إلى إقليم كردستان العراق.

 

 كنت سابقاً طالبة في الثانوية، وكنت من المجتهدين في الدراسة. أجبرتني عائلتي على ترك الدراسة وأنا في الصف الثاني متوسط، حيث رأى أبي أن تعلمي القراءة والكتابة إلى هذه المرحلة كافٍ لكوني أنثى، وأنه في ظل الوضع الأمني غير المستقر، وعطالته عن العمل، والوضع الاقتصادي السيئ للعائلة لا يمكنه تحمل مصاريف دراستي، ورفض طلباتي المتكررة بإكمال تعليمي. والآن بلغ عمري ٣٢ سنة، ومن المفترض أن أكون قد حصلت مستوىً عالياً من التعليم كبقية أقراني، ولكن ما الذي يمكنني فعله؟ إنه قدري الذي أوصلتني إليه العائلة والوضع الأمني. 

 

حلمي أن أكمل دراستي، ولكنه حلمٌ بعيد المنال لعدم تقبل عائلتي لرغبتي، ولصعوبة الالتحاق بالمدارس الصباحية بسبب عمري، كما أن عائلتي لن تسمح لي بالالتحاق بالمدارس المسائية، إضافة إلى أن وضعنا المادي شديد السوء لا يسمح لعائلتي بتحمل نفقات دراستي. والآن أقف والآفاق أمامي مسدودة، فأنا بدون مستقبل، ولا يمكنني وصف حزني عندما أرى قريناتي ممن استمررن بالتحصيل العلمي. 

 

بعض الفتيات لديهن أسباب أخرى تجبرهن على التوقف عند المرحلة الابتدائية، خاصة في مناطق القرى والأرياف، ومنها عدم وجود مدارس متوسطة وثانوية، مما يجبر العائلة أن ترسل بناتها إلى مناطق بعيدة في قرى أكبر أو أقضية ونواحي أخرى، وهذا أمر ترفضه معظم العوائل، وخاصة في ظل هذه الظروف الأمنية. كما تتدخل تقاليد العائلة المحافظة كعامل مهم في منع الفتيات من إكمال التعليم، بحيث ترى أن تعليم الفتاة ليس بذو أهمية لأن مصيرها، بحسب هذه العادات، هو البقاء في البيت وتربية أطفالها. وأخيراً، فإن مشكلة الفقر التي تعاني منها العديد من العوائل عراقية تحرم الكثيرات من الالتحاق بصفوف الدراسة.

 

من قلب مفعم بالحزن والأمل، أقول لكم أرجوكم لا تحرموا بناتكن من العلم والتعلم مهما كانت الأسباب.