المدرسة مطلوبة عشائريًّا

نوال هادي حسن

الوقت في النهار بدأ يبتلع نفسه دون أن يعطينا إنذارًا، وأنا أقتل ما تبقى منه في الليل، لأستيقظ صباحًا على نغم تسبيح أمي وصوتها وهي تصرخ بي للذهاب إلى المدرسة؛ فهذه سنتي الأخيرة، سألتحق بعدها بالكلية لترميني أخيرًا مع أرتال الخريجين العاطلين عن العمل.

 

“لقد دفعنا دم قلبنا لأجلكَ”، هكذا تنغص أمي لحظاتي، وأنا أطالع ما تبقى من جديد في متصفحي أو أهذر هنا وهناك.

 

استسلم مسلوبَ الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، لأعيش ليلاً بين أزقة حاسوبي الافتراضية.

 

أبي الرجل العصبي يكتفي بالحديث بعينين غاضبتين، لغة أفهمها جيدًا، واضعًا فيّ حلمه بأن أدخل كلية الطب، وأن يرى في يوم ما لافتةً تحمل اسم ولده الطبيب.

 

حينما ظهرت خلاصة تعبي مؤخرًا، أخذ أبي الصبغ الأحمر، وصفع حائط المدرسة.